فصل: القراءات والوقوف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.القراءات والوقوف:

قال النيسابوري:

.القراءات:

{وما أدراك} بالإمالة حيث كان: حمزة وخلف والخراز عن هبيرة، وأبو عمرو والنجاري عن ورش، وابن مجاهد والنقاش عن ابن ذكوان.
{فهل ترى} كما في الملك.
{ومن قبله} بكسر القاف وفتح الباء: أبو عمرو وسهل ويعقوب الآخرون: بفتح القاف وسكون الباء.
{وتعيها} بسكون العين تشبيها بخاء (فخذ): القواس عن حمزة عن خلف وخلف لنفسه والهاشمي عن قنبل والخزاعي عن ابن فليح وأبو ربيعة عن أصحابه.
{فهي يومئذ} بالإدغام: شجاع أبو شعيب.
{لا يخفى} على التذكير: حمزة وعلي وخلف.
{كتابي} {وحسابي} بغير هاء السكت في الوصل: سهل ويعقوب.
{مالي} و{سلطاني} بدون الهاء في الوصل: حمزة وسهل ويعقوب.
{يؤمنون} و{يذكرون} على الغيبة: ابن كثير وسهل ويعقوب وابن عامر.

.الوقوف:

{الحاقة} o لا لأن ما بعده خبرها {ما الحاقة} o لا لاحتمال الواو بعده الحال والاستئناف {الحاقة} o م {القارعة} o {بالطاغية} o ط {عاتية} ط {أيام} لا لأن {حسوما} صفة الثمانية {صرعى} لا لأن ما بعده صفة {خاوية} o ج للاستفهام مع الفاء {باقية} ط {بالخاطئة} o {رابية} o {الجارية} o ج {واعية} o {واحدة} o لا {واحدة} o ط {الواقعة} o لا للعطف {واهية} o لا لذلك {رجائها} ط لاختلاف النظم {ثمانية} ط {خافية} o {كتابيه} o ج {حسابيه} o ج {راضية} o لا {عالية} o لا {دانية} o {الخالية} o {كتابيه} o ج {حسابيه} o ج {القاضية} o ج {ماليه} o كلها جائزات وتفصيلا بين الندامات مع اتحاد المقولات {سلطانية} o {فغلوه} ط للعطف {صلوه} o لا لذلك {فاسلكوه} o ط {العظيم} o لا {المسكين} o ط {حميم} o لا {غسلين} o لا {الخاطئون} o {تبصرون} o لا {وما لا تبصرون} o لا {كريم} o لا {شاعر} ط {تؤمنون} o {كاهن} ط {تذكرون} o أي هو تنزيل {العالمين} o {باليمين} o لا {الوتين} o والوصل أجوز لدخول الفاء واتحاد الكلام {حاجزين} o {للمتقين} o {مكذبين} o لا {الكافرين} o {اليقين} o {العظيم} o. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{الْحاقّةُ (1) ما الْحاقّةُ (2) وما أدْراك ما الْحاقّةُ (3)}
المسألة الأولى:
أجمعوا على أن الحاقة هي القيامة واختلفوا في معنى الحاقة على وجوه: أحدها: أن الحق هو الثابت الكائن، فالحاقة الساعة الواجبة الوقوع الثابتة المجيء التي هي آتية لا ريب فيها وثانيها: أنها التي تحق فيها الأمور أي تعرف على الحقيقة من قولك لا أحق هذا أي لا أعرف حقيقته جعل الفعل لها وهو لأهلها وثالثها: أنها ذوات الحواق من الأمور وهي الصادقة الواجبة الصدق، والثواب والعقاب وغيرهما من أحوال القيامة أمور واجبة الوقوع والوجود فهي كلها حواق ورابعها: أن الحاقة بمعنى الحقة والحقة أخص من الحق وأوجب تقول: هذه حقتي أي حقي، وعلى هذا الحاقة بمعنى الحق، وهذا الوجه قريب من الوجه الأول وخامسها: قال الليث: {الحاقة} النازلة التي حقت بالجارية فلا كاذبة لها وهذا معنى قوله تعالى: {ليْس لِوقْعتِها كاذِبةٌ} [الواقعة: 2]، وسادسها: {الحاقة} الساعة التي يحق فيها الجزاء على كل ضلال وهدى وهي القيامة وسابعها: {الحاقة} هو الوقت الذي يحق على القوم أن يقع بهم وثامنها: أنها الحق بأن يكون فيها جميع آثار أعمال المكلفين فإن في ذلك اليوم يحصل الثواب والعقاب ويخرج عن حد الانتظار وهو قول الزجاج وتاسعها: قال الأزهري: والذي عندي في الحاقة أنها سميت بذلك لأنها تحق كل محاق في دين الله بالباطل أي تخاصم كل مخاصم وتغلبه من قولك: حاققته فحققته أي غالبته فغلبته وفلجت عليه وعاشرها: قال أبو مسلم: {الحاقة} الفاعلة من حقت كلمة ربك.
المسألة الثانية:
الحاقة مرفوعة بالابتداء وخبرها {ما الحاقة} والأصل الحاقة ما هي أي أي شيء هي؟ تفخيما لشأنها، وتعظيما لهولها فوضع الظاهر موضع المضمر لأنه أهول لها ومثله قوله: {القارعة * ما القارعة} [القارعة: 1، 2] وقوله: {وما أدْراك} أي وأي شيء أعلمك {ما الحاقة} يعني إنك لا علم لك بكنهها ومدى عظمها، يعني أنه في العظم والشدة بحيث لا يبلغه دراية أحد ولا وهمه وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك {وما} في موضع الرفع على الابتداء و{أدْراك} معلق عنه لتضمنه معنى الاستفهام.
{كذّبتْ ثمُودُ وعادٌ بِالْقارِعةِ (4)}
القارعة هي التي تقرع الناس بالأفزاع والأهوال، والسماء بالانشقاق والانفطار، والأرض والجبال بالدك والنسف، والنجوم بالطمس والانكدار، وإنما قال: {كذبت ثمود وعاد بالقارعة} ولم يقل: بها، ليدل على أن معنى القرع حاصل في الحاقة، فيكون ذلك زيادة على وصف شدتها.
ولما ذكرها وفخمها أتبع ذلك بذكر من كذب بها، وما حل بهم بسبب التكذيب تذكيرا لأهل مكة، وتخويفا لهم من عاقبة تكذيبهم.
{فأمّا ثمُودُ فأُهْلِكُوا بِالطّاغِيةِ (5)}
اعلم أن في الطاغية أقوالا: الأول: أن الطاغية هي الواقعة المجاوزة للحد في الشدة والقوة، قال تعالى: {إِنّا لمّا طغى الماء} [الحاقة: 11] أي جاوز الحد، وقال: {ما زاغ البصر وما طغى} [النجم: 17] فعلى هذا القول: الطاغية نعت محذوف، واختلفوا في ذلك المحذوف، فقال بعضهم: إنها الصيحة المجاوزة في القوة والشدة للصيحات، قال تعالى: {إِنّا أرْسلْنا عليْهِمْ صيْحة واحدة فكانُواْ كهشِيمِ المحتظر} [القمر: 31] وقال بعضهم: إنها الرجفة، وقال آخرون: إنها الصاعقة والقول الثاني: أن الطاغية هاهنا الطغيان، فهي مصدر كالكاذبة والباقية والعاقبة والعافية، أي أهلكوا بطغيانهم على الله إذ كذبوا رسله وكفروا به، وهو منقول عن ابن عباس، والمتأخرون طعنوا فيه من وجهين الأول: وهو الذي قاله الزجاج: أنه لما ذكر في الجملة الثانية نوع الشيء الذي وقع به العذاب، وهو قوله تعالى: {بِرِيحٍ صرْصرٍ} [الحاقة: 6] وجب أن يكون الحال في الجملة الأولى كذلك حتى تكون المناسبة حاصلة والثاني: وهو الذي قاله القاضي: وهو أنه لو كان المراد ما قالوه، لكان من حق الكلام أن يقال: أهلكوا لها ولأجلها والقول الثالث: {بالطاغية} أي بالفرقة التي طغت من جملة ثمود، فتآمروا بعقر الناقة فعقروها، أي أهلكوا بشؤم فرقتهم الطاغية، ويجوز أن يكون المراد بالطاغية ذلك الرجل الواحد الذي أقدم على عقر الناقة وأهلك الجميع، لأنهم رضوا بفعله وقيل له طاغية، كما يقول: فلان راوية الشعر، وداهية وعلامة ونسابة.
{وأمّا عادٌ فأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صرْصرٍ عاتِيةٍ (6)}
الصرصر الشديدة الصوت لها صرصرة وقيل: الباردة من الصر كأنها التي كرر فيها البرد وكثر فهي تحرق بشدة بردها، وأما العاتية ففيها أقوال: الأول: قال الكلبي: عتت على خزنتها يومئذ، فلم يحفظوا كم خرج منها، ولم يخرج قبل ذلك، ولا بعده منها شيء إلا بقدر معلوم، قال عليه الصلاة والسلام: طغى الماء على خزانه يوم نوح، وعتت الريح على خزانها يوم عاد، فلم يكن لها عليها سبيل، فعلى هذا القول: هي عاتية على الخزان الثاني: قال عطاء عن ابن عباس: يريد الريح عتت على عاد فما قدروا على ردها بحيلة من استتار ببناء أو (استناد إلى جبل)، فإنها كانت تنزعهم من مكامنهم وتهلكهم القول الثالث: أن هذا ليس من العتو الذي هو عصيان، إنما هو بلوغ الشيء وانتهاؤه ومنه قولهم: عتا النبت، أي بلغ منتهاه وجف، قال تعالى: {وقدْ بلغْتُ مِن الكبر عِتِيّا} [مريم: 8] فعاتية أي بالغة منتهاها في القوة والشدة.
قوله تعالى: {سخّرها عليْهِمْ سبْع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حُسُوما} قال مقاتل: سلطها عليهم.
وقال الزجاج: أقلعها عليهم، وقال آخرون: أرسلها عليهم، هذه هي الألفاظ المنقولة عن المفسرين، وعندي أن فيه لطيفة، وذلك لأن من الناس من قال: إن تلك الرياح إنما اشتدت، لأن اتصالا فلكيا نجوميا اقتضى ذلك، فقوله: {سخّرها} فيه إشارة إلى نفي ذلك المذهب، وبيان أن ذلك إنما حصل بتقدير الله وقدرته، فإنه لولا هذه الدقيقة لما حصل منه التخويف والتحذير عن العقاب.
وقوله: {سبْع ليالٍ وثمانية أيّامٍ حُسُوما} الفائدة فيه أنه تعالى لو لم يذكر ذلك لما كان مقدار زمان هذا العذاب معلوما، فلما قال: {سبْع ليالٍ وثمانية أيّامٍ} صار مقدار هذا الزمان معلوما، ثم لما كان يمكن أن يظن ظان أن ذلك العذاب كان متفرقا في هذه المدة أزال هذا الظن، بقوله: {حُسُوما} أي متتابعة متوالية، واختلفوا في الحسوم على وجوه أحدها: وهو قول الأكثرين (حسوما)، أي متتابعة، أي هذه الأيام تتابعت عليهم بالريح المهلكة، فلم يكن فيها فتور ولا انقطاع، وعلى هذا القول: حسوم جمع حاسم.
كشهود وقعود، ومعنى هذا الحسم في اللغة القطع بالاستئصال، وسمي السيف حساما، لأنه يحسم العدو عما يريد، من بلوغ عداوته فلما كانت تلك الرياح متتابعة ما سكنت ساعة حتى أتت عليهم أشبه تتابعها عليهم تتابع فعل الحاسم في إعادة الكي، على الداء كرة بعد أخرى، حتى ينحسم وثانيها: أن الرياح حسمت كل خير، واستأصلت كل بركة، فكانت حسوما أو حسمتهم، فلم يبق منهم أحد، فالحسوم على هذين القولين جمع حاسم وثالثها: أن يكون الحسوم مصدرا كالشكور والكفور، وعلى هذا التقدير فإما أن ينتصب بفعله مضمرا، والتقدير: يحسم حسوما، يعني استأصل استئصالا، أو يكون صفة، كقولك: ذات حسوم، أو يكون مفعولا له، أي سخرها عليهم للاستئصال، وقرأ السدي: {حُسُوما} بالفتح حالا من الريح، أي سخرها عليهم مستأصلة، وقيل: هي أيام العجوز، وإنما سميت بأيام العجوز، لأن عجوزا من عاد توارت في سرب، فانتزعتها الريح في اليوم الثامن فأهلكتها، وقيل: هي أيام العجز وهي آخر الشتاء.
قوله تعالى: {فترى القوم فِيها صرعى} أي في مهابها، وقال آخرون: أي في تلك الليالي والأيام: {صرعى} جمع صريع.
قال مقاتل: يعني موتى يريد أنهم صرعوا بموتهم، فهم مصرعون صرع الموت.
ثم قال: {كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ خاوِيةٍ} أي كأنهم أصول نخل خالية الأجواف لا شيء فيها، والنخل يؤنث ويذكر، قال الله تعالى في موضع آخر: {كأنّهُمْ أعْجازُ نخْلٍ مُّنقعِرٍ} [القمر: 20] وقرئ: {أعجاز نخيل}، ثم يحتمل أنهم شبهوا بالنخيل التي قلعت من أصلها، وهو إخبار عن عظيم خلقهم وأجسامهم ويحتمل أن يكون المراد به الأصول دون الجذوع، أي أن الريح قد قطعتهم حتى صاروا قطعا ضخاما كأصول النخل.
وأما وصف النخل بالخواء، فيحتمل أن يكون وصفا للقوم، فإن الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخل الخاوية الجوف، ويحتمل أن تكون الخالية بمعنى البالية لأنها إذا بليت خلت أجوافها، فشبهوا بعد أن أهلكوا بالنخيل البالية ثم قال: {فهلْ ترى لهُمْ مِنْ باقِيةٍ (8)} وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
في الباقية ثلاثة أوجه أحدها: إنها البقية وثانيها: المراد من نفس باقية وثالثها: المراد بالباقية البقاء، كالطاغية بمعنى الطغيان.
المسألة الثانية:
ذهب قوم إلى أن المراد أنه لم يبق من نسل أولئك القوم أحد، واستدل بهذه الآية على قوله قال ابن جريج: كانوا سبع ليال وثمانية أيام أحياء في عقاب الله من الريح، فلما أمسوا في اليوم الثامن ماتوا، فاحتملتهم الريح فألقتهم في البحر، فذاك هو قوله: {فهلْ ترى لهُم مّن باقِيةٍ} وقوله: {فأْصْبحُواْ لا يرى إِلاّ مساكنهم} [الأحقاف: 25]. اهـ.